حلبة مونزا الأخطر في تاريخ الفورمولا

**مشرف** عدد الرسائل : 114 تاريخ التسجيل : 27/08/2007

تعتبر مونزا التي تستضيف الأحد جائزة إيطاليا الكبرى، المرحلة الثالثة عشرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا وان، "حلبة الحوادث التي لا تحمد عقباها"، رغم التعديلات التي أدخلت عليها منذ إنشائها في تموز/يوليو عام 1922 من قبل نادي ميلانو للسيارات، قبل أن تستضيف أول سباق جائزة كبرى في 10 أيلول/سبتمبر العام ذاته.
وكان التصميم الأول للحلبة التي بناها 3500 عامل، يتمثل بمسارين، الأول شبه بيضاوي يبلغ طوله 4.5 كيلومتر، والثاني عادي شبيه بالطرقات التي تستعمل يومياً، وسرعان ما تحولت هذه الحلبة إلى مسار يهدد السائقين الذين كان أول ضحاياهم إيميليو ماتيراتزي الذي لقي حتفه خلال جائزة إيطاليا عام 1928 إلى جانب 27 متفرجاً، وآخرهم أحد المراقبين باولو غيسليمبريتي الذي قتل عام 2000، عندما حصل اصطدام جماعي في أول لفة من السباق، وتطايرت أجزاء من السيارات وحط أحد الإطارات على رأسه ما أدى إلى مصرعه فوراً.
ولا يزال هاجس الموت يلاحق السائقين حتى يومنا هذا، رغم التعديلات التي أدخلت على الحلبة التي أصبح طولها 5.793 كلم في يومنا هذا، إذ أعلنت رابطة السائقين الجمعة عبر ممثليها الإيطالي يارنو تروللي (تويوتا) والأسترالي مارك ويبر (ريد بول) أن هذه الحلبة لم ترتق حتى الآن إلى مستوى معايير السلامة المطلوبة، مؤكدة أن القيمين عليها يعملون جاهداً لتحقيق هذا الأمر.
وقال ويبر خلال مؤتمر صحافي إنه تساوره بعض الشكوك حول وضع بعض الأمكنة في الحلبة التاريخية، معرباً عن تخوفه من حصول حوادث خلال سباق الأحد قد لا تحمد عقباها، وأضاف ويبر: "مونزا دائماً خطرة، نحن نقود هنا بأقصى سرعة ممكنة دون أدنى شك، من الصعب جداً علينا أن نحقق بعض التقدم (في ما يخص معايير السلامة) لأن الاتحاد الدولي "فيا" والقيمين على الحلبة يفعلون كل ما باستطاعتهم لتحسين الوضع".
وتابع السائق الأسترالي: "إننا نخوض على الأرجح أخطر أول لفة في البطولة، خصوصاً عندما نصل إلى المنعطف الثاني (ديللا روجيا)، وهذا الواقع في غياب الأمطار، فكيف الحال لو كانت الحلبة مبتلة، المنعطف الأول ليس سيئ لكن الثاني خطر جداً".
ارتياح للتعديلات الجديدة

وكان السائقون أعربوا في وقت سابق عن ارتياحهم للتعديلات التي أدخلت على المنعطف الثاني، وجاء هذا الارتياح نتيجة الاختبارات التي أجرتها الفرق الأسبوع الماضي على الحلبة الإيطالية، التي شهدت تعديلات على هذا المنعطف، باستبدال الحصى الذي يحيط به بالأسفلت ما يعزز عامل السلامة، فيبقى السائقون داخل السباق في حال خروجهم عن المسار، ورضخ القيمون على الحلبة لطلبات رابطة السائقين التي عبرت عن سخطها العام الماضي، لعدم إجراء أي تعديل على هذا المنعطف.
ورأى ويبر أن التعديل الذي أدخل على هذا المنعطف ليس سيئاً، لأن ذلك يجنب السائقين الخروج من السباق في حال خرجوا عن المسار هناك، مضيفاً: "لكن يبقى همنا أيضاً منعطف اسكاري (السابع) وبارابوليكا أيضاً (الثامن) لأنه في حال الخروج عن المسار هناك من المرجح أن تتعرض لحادث قوي".
أما تروللي فكان أكثر إيجابية من ويبر حول الأعمال التي قاموا بها المنظمون منذ العام الماضي، مضيفاً: "لقد أعربت في السابق عن ارتياحي للعمل الإيجابي الذي قاموا به على الحلبة، من الواضح، وكما قال مارك (ويبر)، نحن نقود بسرعة عالية جداً، وبالتالي إنها ليست بالحلبة الآمنة مقارنة مع الحلبات الأخرى، وهذا الواقع مرتبط بالسرعة وليس "بمساحة الأمان" التي تحيط بالحلبة، وأعتقد أن (إدارة) مونزا تعمل بجهد في كل مرة (من أجل تحسين السلامة) ونحن الآن أسعد بكثير من العام الماضي".
يذكر أن جائزة إيطاليا الكبرى غابت عن حلبة مونزا في مناسبة واحدة منذ عام 1950، عندما استضافت حلبة إيمولا هذا السباق عام 1980، ولم تشهد الحلبة تعديلات كثيرة منذ دخولها إلى الروزنامة العالمية (بالصيغة الحديثة) وبقيت الأسرع (السرعة القصوى 368 كلم/ساعة) رغم إضافة بعض المنعطفات عليها (10 منعطفات حاليا: 4 إلى اليسار و6 إلى اليمين) اعتباراً من السبعينات.
تاريخ مأساوي لحلبة مونزا

وشهد عام 1955 أول حادث مأساوي في مونزا (بعد انطلاق البطولة العالمية بصيغتها الحديثة عام 1950 بسباق سيلفرستون) عندما تعرض بطل العالم الإيطالي ألبرتو أسكاري (لانسيا حينها) لحادث مروع خلال تجارب خاصة ما أدى إلى مصرعه، وذلك بعد أربعة أيام على تعرضه لحادث مروع آخر في سباق موناكو، عندما فقد السيطرة على سيارته بعد خروجه من النفق الشهير ما أدى إلى خروجه عن المسار وسقوطه في البحر، إلا أن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشاله من المياه، ليلقى مصرعه بعد أربعة أيام فقط.
ثم تكررت المأساة عام 1961 عندما اصطدم الألماني فولفغانغ فان تريبس سائق فيراري، بسيارة لوتس الخاصة بالاسكتلندي جيم كلارك، فخرج عن المسار بعنف واصطدم بالمتفرجين، ما أدى إلى مصرعه، فيما لقي 14 متفرجاً حتفهم.
وفي عام 1970 لقي الألماني يوشين ريندت سائق لوتس مصرعه خلال التجارب التأهيلية، ثم لحق به السائق السويدي روني بيترسون من نفس الفريق عام 1978 بعد حادث شمل عشرة سائقين، ما أدى إلى احتراق سيارته، فحاصرته النيران قبل أن يساعده السائقون على الخروج من السيارة، لكنه فارق الحياة في المستشفى فيما بعد، متأثراً بالكسور التي تعرض لها في ساقيه (7 كسور في إحداها و3 في الأخرى) والتي تسببت بمضاعفات طالت معظم أعضائه الحيوية، وصولاً إلى الانسداد الوريدي (أمبوليزم) الذي كان سبب الوفاة.
إلا أن الوفيات التي حصلت على هذه الحلبة خارج فورمولا وان (بصيغتها الحديثة) كانت أكبر بكثير (12 وفاة) بدأت عام 1924 مع البولندي-الألماني لويس زوبوروفسكي، الذي توفي عندما اصطدمت سيارته مرسيدس بشجرة، ففارق الحياة عن عمر 29 عاماً.

مشكور اخي على مجهوداتك الرائعة تحياتي

وتقديري